عالم التقنية والابتكار
مقالاتي

التأخّر عن الاجتماعات – الدبلوماسية الروسية في أقذر صورها

ما انفكّ الزعيم الروسي فلاديمير بوتين الذي يسيطر على الحكم في بلاده منذ تسعة عشر عامًا يمارس العنجهيّة في المحافل الدوليّة، وكما اعتاد على حكم بلاده بقبضةٍ حديديّة وكذلك بارتكاب آلته الحربيّة خارج روسيا (مثل سوريا وأوكرانيا) أفظع جرائم الحرب بما فيها الإبادة الجماعيّة واستهداف الطواقم الطبّيّة والمشافي ..الخ، فإنّه يحاول بسطَ سيطرته في الأروِقة الديبلوماسية مستغلّاً الجوّ المريح الذي تتيحه اللقاءات مع الرؤوساء والمسؤولين الكبار.

وفي تقرير لراديو الحريّة الأوربّي نُشِر الاثنين 16 تمّوز الحالي أظهر الوقت الذي انتظره زعماء العالم في مناسبات مختلفة حيث بلغ في كثير من الأحيان ساعات وليس دقائق، وكانت على رأس القائمة المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل حيث انتظرته لوقتٍ قياسيّ بلغ أربع ساعات وخمس عشرة دقيقة في عام 2014.

ولم يكن البابا فرنسيس رغم مكانته الدينيّة المرموقة محصّنًا ضدّ هذا التصرّف غير اللائق من الرئيس الروسي حيث اضطرّ لانتظاره قرابة الساعة في عام 2015.

وكذلك رئيس الولايات المتّحدة السابق باراك أوباما انتظره في عام 2012 لأربعين دقيقة، وكان الرئيس الحالي للولايات المتّحدة دونالد ترمب آخر ضحايا بوتين حيث انتظره لعشرين دقيقة.

وشملت قائمة المنتظرين عددًا من الملوك أبرزهم الملكة إليزابيت الثانية التي انتظرته لربع ساعة في عام 2003، ثمّ الملك خوان كارلوس ملك إسبانيا الذي انتظره عام 2006 لعشرين دقيقة، وكذلك ملك السويد غوستاف الذي انتظره أربعين دقيقة في عام 2011.

لم يقتصر تلاعب بوتين على الرؤساء أو الملوك المنفردين بل وصل به الأمر إلى أن جعل مجموعة رؤساء فرنسا وألمانيا وأوكرانيا ينتظرونه ساعةً كاملةً في عام 2015 بمدينة مينسك.

ويبدو أنّ أكثر من عانى من هذا الطبع الدنيء هم جيرانه، حيث انتظره رئيس أوكرانيا أربع ساعات بينما انتظره كلّ من رئيس وزراء أوكرانيا ورئيس وزراء بيلاروسيا ورئيس وزراء اليابان ثلاث ساعات.

ويكاد يكون الزعيم الأقلّ تهذيبًا بين زعماء العالَم الحاليين أجمعين، حيث يذكر الجميع كيف أنّه قدّم كلبه أثناء لقائه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وهي المعروفة بخوفها الشديد من الكلاب، لكنّه ادّعى أنّه كان يجهل هذا.

كما أثار جدلًا واسعًا أثناء زيارته لقاعدة حميميم في سوريا عندما مُنِع بشار الأسد الرئيس الذي تصفه روسيا بأنّه الرئيس الشرعي للبلاد وأنّه حليف روسيا من مرافقة بوتين على سجّادة الشرف الحمراء.

والتقطت الكاميرات تصرّفه الطفولي في أحد الاجتماعات التي كان يحضرها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حيث ركل بوتين كرسيّ إردوغان بخفّة حاولًا إيقاعه بموقفٍ مضحك لكنّ الأخير تفادى ذاك الموقف.

ومن المواقف التي سقطت فيها الدبلوماسية الروسيّة أيضًا ما حصل في حفل تتويج الفائز بكأس العالم 2018 الأخيرة التي جرت بضيافة روسيا، حيث هطلت أمطارٌ غزيرة جدًّا عندما كان كلّ من بوتين ورئيس فرنسا ماكرون ورئيسة كرواتيا كيتاروفيتش على منصّة التتويج، حيث أحضِرت مظلّة واحدة لبوتين في البداية وبعدما تبلّل الحاضرون أحضِرت المظلّات لهم.

وآخر ما أبدع بوتين من القذارة هو أنّه أهدى ترمب في اجتماعهما بشأن سوريا وأوكرانيا كرة قدم واصفًا إيّاها بسوريا مع قوله إنّ كرة سوريا أصبحت في ملعب أمريكا الآن، فهو لم يكتفِ بكلّ ما أنجز من قتلٍ وحرقٍ وتدمير بل جعلها مادّة للضحك.

اقرأ أيضًا فيروس كورونا يتسبب في خفض التلوث والانبعاثات السامة

نُشرت هذه المقالة في مدونات Sy-24 بتاريخ 19 تموز 2018

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى