كيف تثبت لملحد أن الله موجود؟
لا يوجد دليل مادي أبدًا وهذا ما يتفق عليه المؤمنون والملحدون.
وجميع الأدلة التي يسوقها المؤمنون على اختلاف أديانهم وآلهتهم هي أدلة كلامية منطقية، لكنها جميعها تصطدم في نقطة ما بجدار -منطقي- فرضه من يسوق الحجة، بدعوى أن العقل يقول كذا.
مثلاً حجة الإمكان وهي أشهر الحجج والتي يعدّها المؤمنون أقوى الحجح، بل ويسخرون ممن لا يقتنع بها، وملخصها مايلي:
المقدمة الأولى: الكون ممكن الحدوث، أي لا شيء يمنع حدوثه، بنفس القدر الذي لا يمنع استحالته.
المقدمة الثانية: كل ممكن لابدّ له من مسبّب، بالتالي بما أن الكون ممكن فلا بد له من مسبب.
هنا إما سندخل في سلسلة لا نهائية، فكل موجود سيكون له مسبّب، وهذا بدوره سيكون له مسبّب آخر وهكذا.
أو سندخل في حلقة تدور على ذاتها.
وكلتا الحالتين مستحيلة عقليًا، لذا لابدّ للسلسلة أن تتوقف عند شيء “واجب الوجود” أي وجوده ليس مكتسبًا، بل وجوده من ذاته.
هذا هو الجدار الذي قصدته، فلماذا لا تقف السلسلة عند الكون واعتباره هو الشيء واجب الوجود ووجوده ذاتي وليس بحاجة لموجدٍ له؟
فهذا الدليل المنطقي بحدّ ذاته يقف بطريقة غير منطقية وينهي الجدل بالقول “لابدّ من وجود خالق ليس بحاجة لأن يخلقه أحد”
وفسّر الماء بالماء!
لذا وصلتُ إلى النتيجة التالية:
لو أردتَ الحصول على ثواب الإيمان بالله فلا داع للبحث عن دليل، فأنت حين ذاك قد آمنت بالدليل ولم تؤمن بالله.
الهوامش
[1] اسأل ولا تخف | الحلقة 13 | هل هناك أدلة فعلية على وجود الله تعالى ؟!| أ. أحمد فتح الباب