ما هو عادة أول مؤشر يدل على أن المجتمع ينهار؟
برأيي ومع الأسف لا يوجد مؤشر مبكّر يدلّ على انهيار المجتمع، مع تجاوزنا للجدل حول ماهية الانهيار.
بل إنه لا يوجد مؤشر مبكّر ولا مؤشر متأخر يدل على الانهيار، فلن يشعر أفراد ذاك المجتمع بأنّه ينهار إلا عندما ينتهي من الانهيار فوق رؤوسهم، وغالبًا ما سينهار المجتمع فوق رؤوس أناسٍ ليس لهم ناقة ولا بعير، بل جعلتهم الصدفة أبناءً أو أحفادًا لأناسٍ لم يحافظوا على مجتمعهم من الانهيار فأورثوا أبناءهم وأحفادهم مجتمعًا متهالكًا.
وكلمة “انهيار” كلمة ضخمة جدًا، ولحسن حظنا في هذا العصر فإنّه عصر المعلومات والبيانات، حيث يمكن للدولة معرفة جوانب الضعف والنقص من خلال الإحصائيات والمؤشرات ومعالجتها لو كانت لديها النية والقدرة على ذلك ممّا يجنّب مجتمعها من الانهيار، ولحسن الحظّ أيضًا أنه حتى الدول الفقيرة وغير ذات الإمكانيات الضخمة تستطيع الحصول على تلك البيانات والتوصيات من خلال شرائها من مراكز الأبحاث وصنّاع السياسات بمبالغ زهيدة بالنسبة للدول، أو حتى تكليف أحد تلك المراكز بعمل ما يلزم الدولة من دراسات واستقصاءات، لكن نعود لنقطة النية والقدرة على المواجهة.
بناءً على ما سبق أجد وخلافًا للمقدّمة التي بدأتُ بها أنّنا يمكن أن نستنتج معيارًا يدلّ على انهيار المجتمع وهو “عدم وجود النيّة في الإصلاح لدى القيادات الفعّالة في ذاك المجتمع“