كيف تتعامل مع فكرة الفناء؟
عندما تموت وتُدفن (أو تُحرق حسب مكان إقامتك) فإنّك ستتحوّل إلى “حُثالة كيميائية” وستساهم ذرات جثّتك المتفسّخة في تكوين النفط أو الغاز أو الفحم الحجري فأنت مكوّن من الكثير من الموادّ العضوية وبعض المعادن والماء، بعد ذلك بعدة سنوات قد تصل لمئات أو آلاف السنين فإنّ أميرًا أو ملكًا أو ديكتاتورًا ما سيستفيد من ريع النفط الذي ساهمت به جثّتك ويشتري يختًا أو فيلا في سويسرا وربّما يدفع مبلغًا كبيرًا لغانية في ملهى أو قد يساهم في انقلابٍ في بلدٍ قامت بثورة من أجل الحرية والكرامة.
ستصبح حثالة كيميائية مهما كانت طريقة فنائك -موتك-، وعندما تنتهي حياتك قبل التمتع ببعض الملّذات كالأكل والسفر والجنس ومشاهدة فيلم مع البوشار الخ فإنّك ستصبح حثالة كيميائية مجّانيّة، بينما لو نلت نصيبك من هذه الملذات فربّما لن تصبح حثالة كيميائية وقد تصبح “غبار النجوم” فأنت بالأصل مكوّن من غبار النجوم الميتة التي تبعثّرت مادّتها في الفضاء قبل أن تجتمع مرة ثانية وتشكّل المجموعة الشمسية التي نعيش على أحد كواكبها.