هل أدبنا العربي فقير؟ وما الذي يجعل شبابنا يلجأون لقراءة كتب الأدب الغربي؟
الأدب العربي ليس فقيرًا، لكنّه ليس غنيًا.
علينا الانتباه للحقائق التالية قبل مناقشة قوة وضعف الأدب العربي:
- يشكّل شكّان الدول العربية حوالي 5% من سكّان العالم فقط
- حين ننظر للأدب أو لأيّ إنتاج ثقافي وعلمي فإنّنا معنيّون بالعصر الحالي فقط وليس كلّ العصور.
- تشكّل الروايات والشعر والقصص والمسرحيّات جزءًا كبيرًا من النتاج الثقافي، لكن مازال هناك جزء كبير من الثقافة تشغلها منتجات العلوم والأبحاث الخ ويجب النظر لكلّ تلك المنتجات عندما نقيّم.
- الوقت المتاح للإنسان العربي (بشكل عام) وقت قليل وضيّق مقارنة بالإنسان الغربي سواءً في اليوم الواحد (عدد ساعات العمل اليومية) أو في الأسبوع (العطلة الأسبوعية) أو في السنة (العطلة السنوية).
- مستوى دخل وإنفاق الإنسان العربي (بشكل عامّ) أقل بكثير منه لدى الإنسان الغربي.
- مستوى التكنولوجيا والاتصالات وتوفرها في الدول العربية منخفض، أما تكلفتها (بالنسبة للدخل) مرتفعة كثيرًا مقارنة بنظيرتها في الغرب.
- الاستقطاب الديني والمذهبي والسياسي في العالم العربي مرتفع جدًا.
- المحظورات في الثقافة العربية كثيرة وتشمل الثالوث المحرّم “الدين والسياسة والجنس”.
- لا يتقن كلّ العرب القراءة العربية فحوالي خُمس سكّان الدول العربية ليسوا من العرب (أكراد أمازيغ أقباط الخ)
الآن بعد خلط كلّ العوامل السابقة سينتج لدينا مايلي:
إنسان عربي ليس لديه الوقت الكافي ليقرأ كثيرًا، وليس لديه المال الكافي ليشتري الكثير من الكتب، وليس لديه التقنية الكافية للحصول على البدائل الإلكترونية بسهولة، وإن أراد القراءة من الؤلّفات العربية فإنّ تنوّعها سيكون قليلًا مقارنةً بصنوف الأدب والثقافة والعلم الموجودة في الكوكب، وستكون هذه المؤلفات منحازة بشكلٍ ما إلى أحد المذاهب أو الأحزاب وعليه تجنّبها، وإن قرأها فليس هناك مناخ مناسب ليناقشها أو ليعبّر عن رأيه فيها بحرية وأمان (ما زلنا نتكلم عن القراءة فقط وليس الكتابة).
الآن أنا في الحالة السابقة، ولديّ وقت محدود ومال محدود وخيارات محدودة، كيف سأتصرّف؟ ليس لدي الكثير لأجرّبه، وعليّ اختيار مادّة ملائمة لي دون أن أندم، لذلك سأسلك الطريق الآمن وهو اختيار كتب (أيًا كان نوعها) تمتلك ترشيحات قوية ومراجعات تنصح بها.
الآن دعنا نخرج من العموميات واسمح لي بطرح بعض الأمثلة.
من أسوأ الروايات التي قرأتها شيرلوك هولمز : آلة الزمن لكاتب عربي حاول تقليد قصص العظيم آرثر كونان دويل، هل تظنّ أني بعد هذه التجربة سأغامر برواية أخرى من هذا المستوى!!
ذكرت حضرتك أنّ الكتب الغربية لا تلائ ثقافتنا أو تربيتنا وقيمنا، بربّك هل عابر سرير تلائم قيمنا؟ ولن أخوض في نقد الرواية التي نقدها الكثيرون.
بالمقابل لا تنسَ أن لدينا أعمال عربية معاصرة في غاية الروعة والجمال مثل رواية مثل إيكاروس لأحمد خالد توفيق، وكذلك رواية ساهساهومي الشيطان المُلحد لكاتب أنا متأكد أن الكثيرين لم يسمعوا به هو محمد حياه.
في النهاية…
أنا عندما أقرأ فأنا أقرأ لأزيد من معارفي وثقافتي ولأستمتع، وليس من أجل زيادة عدد القراء العرب أو من أجل زيادة عدد المتابعين العرب للأعمال العربية.
مصادر للاستزادة:
إحصائية لعدد الكتب المنشورة سنوياً
معدلات القراءة الأسبوعية ستفاجئك.. الهند ضعف بريطانيا
اللغة العربية ليست أكبر الخاسرين في سباق المحتوى على الإنترنت