كيف أفسر وقوعي في حب فتى لأنه لا يخطئ بأخطاء إملائية، صرفية ونحوية، تعابيره اللغوية وطريقة كتابته مبهرة جداً؟
تفسير الحب
أفسّره بأنّك تحبّينه بصدق.
من يحبّ شخصًا آخر بسبب لون عيونه أو شكل شفاهه أو غمّازات خدوده الخ ليس أكثر عقلانية منك، بل العكس.
أما هذه الأسباب (لا يخطئ بالإملاء – تعابيره وكتابته مبهرة) فهي من جهة أسباب معتبرة، ومن جهة ثانية هي أول ما رأيتيه منه لذا كانت الصفة البارزة.
في مسلسل الفصول الأربعة السوري الذي عُرض لأول مرة عام 1999 توجد شخصية لطيفة هي الشاعر برهوم وهو فقير لا يملك أيّة مؤهلات سوى شعره، وكانت زوجته تحبه وتهيم به فقط لأنه يكتب لها شعرًا.
تاريخيًا كان الأدب وحده كفيلًا بأن يوقع الناس في غرام بعضهم البعض، لن أعود مئات أو آلاف السنين لأجلب لك مثالًا، بل سأرجع للقرن الماضي، إلى قصّة جبران خليل جبران ومي زيادة، فقد تحابّا عن طريق المراسلة وقد أُلّف في قصّتهما مؤلّفات كثيرة، ليس ذلك فحسب، بل إنّ هناك العديد من الأدباء وقعوا في حبّ مي زيادة لأدبها وبسبب صالونها الأدبي أذكر منهم: إسماعيل صبري وعباس محمود العقاد ومصطفى عبدالرازق، وولي الدين يكن.
بقي أن أذكّر بالشاعر العبقريّ نزار قباني الذي أحبّته مئات النساء بسبب شعره فقط.
بالعودة إلى مواصفات حبيبك سيبويه، فالالتزام بقواعد الإملاء ليست صفةً عابرة، بل يمكن من خلالها الاستدلال على دقّته والتزامه بوعوده ووفائه وانضباطه وحبّه للجمال وذوقه الرفيع، فإنْ كانت هذه الصفات تعجبك ف لا تتردّدي في الاستمرار بحبّك له، والعكس بالعكس، إنْ كانت لديك فوبيا من الانضباط وتخشين أن تنقلب حياتك معه إلى جحيم بسبب دقته في ترتيب الأشياء ف أخرجيه من حياتك.
أنا لم أكن أطبطب عليك، بل كتبتُ إجابة بمنتهى الجدّيّة، وأعتقد أنّ غالبية من أجاب عن السؤال سواي كان مخطئًا بتقليل أهمية مشاعرك.
أتمنى لك التوفيق مع المحظوظ بحبّك سيبويه الأنيق.