ما هو أغرب موقف حدث لك أثناء محادثتك مع أجنبي؟
كنتُ أركب سيّارة أجرة في إسطنبول وطلبت التوصيلة إلى إحدى محطّات المتروبوس، ف قال السائق لماذا هذه المحطة بالذات؟ ف المحطّة الفلانية أقرب!
ف أجبته لأنّها تحوي مصعد وأنا معي حقيبة ثقيلة لا أريد حملها على الدرج.
وعرف السائق أنّي أجنبي، ف سألني من أين أنت؟ ف أجبته من سوريا
ف ردّ “وهل يوجد في سوريا مصاعد؟”
فيما بعد تبيّن لي أنّ سائقي التاكسي فضوليين جدًا، لكن ليس هذا المهمّ ف الحلاقين أيضًا فضوليين، لكن المهمّ هو أنّ نفس هذا السؤال لكن بصيغ أخرى كان يُطرح مرارًا وتكرارًا على السوريين والعرب عمومًا في تركيا.
هل يوجد لديكم شوفاجات؟
هل يوجد لديكم مكيفات؟
هل يوجد لديكم كيوي؟
هل يوجد لديكم موز؟
هل يوجد لديكم ميكرويفات؟
هل يوجد لديكم طاقة شمسية؟
يظنّون أنّنا نعيش جميعنا في الكهوف أو الخيام ونقتات على الصيد والتقاط الثمار.
أظنّ أنّ من واجبنا نحن تعريفهم هذه المعلومات وعدم لومهم لعدم اطّلاعهم، ف كلّ شعب يبذل أقصى ما لديه في تعريف الشعوب الأخرى على ثقافته، والأمر الآخر المهمّ هو أنّنا يجب أن نذكر بلداننا بالخير وأنّنا لم نهجرها لأنّها لا تحوي المكيّفات أو الموز، بل بسبب الحروب، والثورات التي قامت ليست ثورات جياع، بل ثورات كرامة، ربّما النقطة الأخيرة هي النقطة المحوريّة، ف فكرة أنّ الجوع هو المسبّب بالثورة ومن ثمّ الحرب قد تضخّمت في أذهان الأجانب حتى ظنّوا أنّنا شعوب جائعة جاهلة لم ترَ من الحضارة شيئًا.