هل تشارك سماعاتك أو فرشاة أسنانك
تبدو مشاركة زوج من السماعات كتصرّف بريئ، لكنّها تأتي بتأثيرات طويلة الأمد، ربّما يبدو الأمر مقززًا إذا استخدمنا هذا التشبيه، لكنّه أهون من الحقيقة، إنّ استخدام سماعات الأذن لشخص آخر لا يختلف كثيرًا عن مشاركة فرشاة الأسنان معه، لا بل إنّه أسوأ.
من الثابت أنّ الأذنين هي بيئة مناسبة لنموّ البكتريا، وقد أثبتت الكثير من الدراسات أنّ البكتيريا يمكن أن تنمو بمعدل أسّي مع الاستخدام المستمر لسماعات الأذن.
بالرغم من أنّ بعض الأشخاص يعارضون بشدة مشاركة سماعات الأذن الخاصة بهم مع أيّ شخص، إلا أنّ هذا التصرّف شائع لدى الكثيرين، ومن الملفت للنظر مصادفة إعلانات لبيع سماعات مستعملة!
عندما ترتدي السماعات لفترة طويلة فإنّ شمع الأذن سيتراكم، وهذا منطقي لأنّك أغلقت ممرّ الأذن للخارج الذي هو طريق طرح الفضلات الأذنية، وهذا الشمع المتراكم سيكون بيئة خصبة لنموّ البكتريا، وهذا الأمر لا يختلف سواء كانت السماعات سلكية أم لاسلكية، وعليه فإنّك حين تتبادل السماعات مع شخص آخر فإنّك تتبادل البكتريا معه!
يتفق الأطباء على أن الصيف يزيد من فرص الإصابة بالتهاب الأذن بسبب زيادة التعرّق،
يؤدي استخدام سماعات الرأس لمدة ساعة متواصلة إلى زيادة مستويات البكتيريا في الأذنين بنسبة 700٪.
ويجب ملاحظة أنّ كيفية تخزين سمّاعات الأذن يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
كما أنّ هناك اعتقاد شائع بأنّه يجب تنظيف الأذنين من الشمع الذي تفرزه، لكن العكس هو الصحيح، فإنّ الشمع هو الحاجز الذي يصدّ البكتريا، والأذن تنظف نفسها بنفسها عبر إخراج الشمع باستمرار، وما تفعله السماعات هو منع رمي الشمع القديم الممتلئ بالبكتريا للخارج.
لذا من الضروري التعامل مع سماعة الأذنين بما يشبه التعامل مع فرشاة الأسنان، أي: التنظيف باستمرار والاحتفاظ بها في مكان جاف ونظيف وعدم مشاركتها مع أحد.