أجوبتي في كورا Quoraرياضة

ماذا تعني حركة العض على الميدالية أثناء التتويج في الأولمبياد؟

علامة الفرح، علامة الاحتفال، لها أصول بالطبع، ولها تحديثات أيضًا.

الأصل هو أنّ الناس كانوا منذ القديم عندما يلتقطون الذهب، يتأكدون من أنّه ذهب خالص بالعض عليه فالذهب الخالص ليّن ويمكن ترك علامة عليه بسهولة، باختصار هي طريقة لكشف الذهب المزوّر

فريال عبدالعزيز الفائزة الوحيدة بالذهب من مصر في أولمبياد طوكيو2021 تشير بحركة العض على الميدالية إلى أنّ ميداليتها ذهبية.
فريال عبدالعزيز الفائزة الوحيدة بالذهب من مصر في أولمبياد طوكيو2021 تشير بحركة العض على الميدالية إلى أنّ ميداليتها ذهبية

لكن هل من الممكن أن تهدي اللجنة المنظّمة للأولمبياد ذهبًا مزوّرًا؟ لا بالتأكيد، فهي تقرّ وتعترف بأنّ الميداليات ليست ذهبية، إنّما مطلية بالذهب، فبينما كانت ميداليات أولمبياد لندن2012 تحوي 1 غرام فقط من الذهب من أصل 500 غرام هو وزن الميدالية، التي يشكّل النحاس 496 غرام منها والفضة 3 غرامات فقط، أما أولمبياد ريودي جانيرو كانت الميداليات تحوي 6 غرامات ذهب مقابل 494 غرام فضة.

حسنًا الجميع يعرف أنّها ليست ذهبية، من ماذا يتأكد اللاعب؟

لا يتأكد من شيء، بقيت حركة التأكد من أصالة الذهب دون وجود ذهب، للدلالة على المكانة المعنوية التي تفوق قيمتها قيمة الذهب.

تساوي القيمة الفعلية للميدالية حوالي 500–600 دولار كمعدن، لكن قيمتها المعنوية أكبر بكثير، وتتكلّف الدول والاتّحادات الرياضيّة آلاف أو ملايين الدولارات حتى تحصل على هذه الميداليات.

فيما مضى بيعت بعض الميداليات الأولمبية القديمة بالمزادات كتذكارات بملايين الدولارات، شأنها شأن التحف الأثرية الحجرية فالحجر لا يساوي شيئًا كمادّة أولية، لكنه عندما يكون منحوتة أثرية عمرها آلاف السنين فإنّه يساوي الكثير.

اقرأ أيضًا الإنجازات النسبية للدول الفائزة بميداليات أولمبية

مثال آخر يدلّل على أهمّية التقاليد الاحتفالية

منذ عدّة قرون كانت الأسر الأرستقراطية تحتفل بنثر الشمبانيا والذي كان مشروبًا غاليًا جدًا ويدلّ على الثراء الفاحش، فيما بعد استُعير هذا التقليد للاحتفال بليلة رأس السنة بشكل أكثر عموميّة، ثمّ عندما توفّرت الشمبانيا بين أيدي الناس وصارت مشروب تقليدي غير مختصّ بفئة أو طبقة اجتماعية محدّدة، تحوّل هذا التقليد لجميع الاحتفالات، ومنها الاحتفالات الرياضيّة على منصّة التتويج.

عندما أُقيم سباق فورمولا1 في البحرين لأوّل مرة في عام 2004 ابتكرت اللجنة المنظّمة طريقة ذكية للتخلّص من الحرج الذي سيصيبها عندما يحتفل الفائزون على منصّة التتويج بنثر الشمبانيا، وهي مشروب محرّم حسب الشريعة الإسلامية، فاستبدلت به “شراب الورد” المضاف إليه ثنائي أكسيد الكربون من أجل الفوران.

أي إنّ طقس الاحتفال بطريقة نشر المشروب على منصّة التتويج هو الأهمّ من نوعية المشروب أو طعمه، حتّى إنّ أغلبه لا يُشرب بل يتناثر على الأرض، وكذلك العض على الميدالية لا يفيد سوى في اتّباع التقليد السائد في الاحتفال.

مايكل شوماخر يحتفل بفوزه بالمركز الأول في فورمولا1 البحرين 2004
سفيان البقالي المغربي الذي فاز بالميدالية الذهبية في طوكيو

بقي أنّ نذكر أنّ المصوّرين عادةً يطلبون من الفائزين العضّ على الميداليات من أجل التقاط صورة أكثر إثارة، المصوّرون يبيعون الصور لوكالات الأنباء، لو التقط صورةً رائعة مثله هذه ستكون أكثر قابلية للبيع وأغلى ثمنًا من الميدالية العادية، حتّى إنّ جميع الفائزين سواء بالذهب أو البرونز يعضون على الميداليات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى