جريدة الغربان والنوارسساخر

قصة نجاح: حذف زيتونة واحدة من وجبة المعتقلين يوفر الملايين

السجن المركزي – راغب بكريش

يعجّ وطننا الحبيب بالمبدعين في كافّة مناحي الحياة، فها هو “فاضل الحذق” مدير السجن المركزي يلهم العالم بفكرته الرائدة التي أصبحت تُدرّس في جميع كليات الاقتصاد حول العالم، في عالم الإدارة، لا تُقاس النجاحات بحجم المشاريع أو عدد الموظفين، بل تكمن العبقرية في التفاصيل الصغيرة، هل تصدّق أنّ الزيتونة الواحدة يمكن أن تساوي ملايين الليرات!

أمّة داخل أمّة

تمتلك الدولة نصف مليون معتقل، أي ما يعادل عدد سكان رابع مدينة في البلاد، وكلّ هؤلاء يعيشون على حساب الدولة ويستهلكون من مواردها دون أن يساهموا في الناتج المحلّي، فمن الطبيعي أن نبحث عن حلولٍ اقتصاديةٍ عبقرية مثل تقليل عدد الزيتونات في وجبة الغداء، لأن الاقتصاد يبدأ من التفاصيل الصغيرة.

دعونا نتفق على أنّ المعتقل لا يقوم بأيّ نشاطٍ يستهلك فيه السعرات الحرارية كالبشر العاديين، فكلّ جهده اليومي ينحصر في الصياح والعويل، كم سعرة حرارية تحتاج الحبال الصوتية كي تهتزّ؟ لا شيء. فهل يعقل أن نُغدق عليه بالسعرات الحراريّة كلّ يوم وفي كلّ مناسبة؟!

مصلحة المواطن المعتقلّ في المقدّمة

قد يظنّ البعض أنّ الدافع وراء هذا التصرّف هو التوفير، بينما كان السيّد فاضل الحذق ينظر إلى أبعد ممّا يخطر في بال أيّ أحد، فقد قال في تصريح خاصّ لجريدة الغربان والنوارس:

“إنّ الزيتون يحوي كمية كبيرة من السعرات الحرارية والدهون، أما الزيتون المكلّس فهو يحوي نسبة عالية جدًا من الصوديوم، ممّا قد يؤذي كلى المعتقلين، فهي تلزمنا، وكذلك قد ترفع ضغط الدمّ وترهق قلوب معتقلينا الأعزاء، التي هي بدورها تلزمنا”

إن كنتم في شكّ فهاكم الأرقام!

500.000 معتقل ÷ 20 نزيل في الزنزانة

= 25.000 زنزانة = 25.000 وجبة في اليوم

× 180 يوم في السنة = 4.5 مليون وجبة سنويًا

÷ 150 زيتونة في الكيلو = 30 طن زيتون

× 5 دولارات سعر الكيلو = 150 ألف دولار

بناءً على هذه الأرقام فإنّ تخفيض عدد الزيتونات في وجبة كلّ زنزانة من زيتونتين كل يومين إلى زيتونة واحدة كلّ يومين سيوفّر 150 ألف دولار، يمكن استثمارها في بناء طابق جديد تحت السجون لاستيعاب المزيد من المعتقلين وتوفير المزيد من الليرات عبر حذف المزبد من حبات الزيتون من وجباتهم. ◾◾

قصة نجاح: حذف زيتونة واحدة من وجبة المعتقلين يوفر الملايين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى