الإنفاق العسكري لدول الناتو، هل تنفق أمريكا على الناتو؟
كتب ترمب على “تويتر” وهو على متن الطائرة الرئاسية متجها لبروكسل لحضور قمة الناتو “دول عدّة في حلف شمال الأطلسي، ندافع عنها، لا تكتفي بعدم الوفاء بتعهّد الـ 2 في المئة لكنها تقصّر منذ أعوام في تحمّل نفقات لا تسدّدها. هل ستسدّد المتأخّرات لأميركا؟”.
Many countries in NATO, which we are expected to defend, are not only short of their current commitment of 2% (which is low), but are also delinquent for many years in payments that have not been made. Will they reimburse the U.S.?
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) ١٠ يوليو ٢٠١٨
ستنفق الولايات المتّحدة ما يقدّر بنحو 706 مليار دولار على الدفاع العالمي.
تمثّل ميزانية الدفاع الأمريكية أهمّ الأولويّات بالنسبة للولايات المتّحدة، والإنفاق على المستوى العالمي وليس الأموال التي تُنفَق لصالح حلف الناتو أو نيابةً عنه أو للدفاع المتبادل بين أعضاء التحالف.
من المتوقّع أن تنفق الدول الأوربيّة في منظمة حلف شمال الأطلسي 286 مليار دولار على الدفاع في عام 2018.
لكن لو نظرنا عن قرب لنفقات الولايات المتّحدة سنجدها كما يلي:
تشكّل نفقات الموظّفين أكبر نسبة من النفقات الدفاعية الأمريكية المتوقعة في عام 2018 (42.5 ٪) والتي تشمل المعاشات التقاعديّة المدفوعة للمتقاعدين، تليها المعدّات وما يتصل بها من البحث والتطوير (26.8 ٪). وتشكّل البنية التحتيّة الدفاعيّة 1.3% فقط من إجمالي نفقات الدفاع الأمريكيّة في عام 2018، بعد أن كانت 3.1 في المائة عام 2011.
من جهة ثانية، بالنظر من زاوية نسبة الإنفاق من الدخل القومي
في عام 2014 وافق أعضاء الناتو على زيادة النفقات الدفاعيّة إلى ما لا يقلّ عن 2 في المئة من الناتج المحلّي الإجمالي لكلّ دولة بحلول عام 2024.
وفقاً لتقديرات عام 2018 فإنّ عدداً قليلاً من البلدان قد استوفى بالفعل هذا الإجراء بينما لاتزال بلدانٌ أخرى تعمل على الرفع التدريجي حتى عام 2024: الولايات المتحدة ، 3.5 في المئة، اليونان 2.3 في المئة، استونيا 2.1 في المئة، المملكة المتّحدة 2.1 في المئة [61 مليار دولار].
بينما هناك 15 دولة من الحلف بينها ألمانيا وكندا وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا لا يزال إنفاقها على الدفاع أقلّ من 1.4 في المئة في 2018.
وقد وجّه ترمب انتقادًا خاصًا لألمانيا التي تنفق 1.2% من ناتجها المحلي قائلًا إنّ ألمانيا دولة غنيّة ويمكنها اعتبارًا من الغد زيادة إنفاقها على الدفاع دون مشاكل.
بينما ردّت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنّ بلادها هي أكبر مزوّد للحلف بالقوّات.
ومن الواضح أنّ ترمب يتخبّط ويحاول الحصول على مكاسب من بقيّة الأعضاء موهمًا الرأي العامّ أنّ أمريكا تنفق على الدفاع عن تلك الدول بينما أظهر التحرّي الدقيق في الأرقام أنّ تلك الأموال التي تنفقها الولايات المتّحدة لا تذهب لمصلحة الحلف بل لمصلحة أمريكا تحديدًا وباتّجاه أشكال من النفقات لا تُعدّ أولويّة بالنسبة لحلفائها خاصّة أوربا، التي يظنّ العديد من مسؤوليها أنّ الإنفاق على أنظمة أمنية لحماية الحدود من المهاجرين وغيرهم أهمّ من شراء المزيد من الدبّابات.
نظرة شاملة للإنفاق العسكري لدول الناتو من خلال هذا الإنفوغرافيك
مصادر
https://knoema.com/infographics/larytbg/is-nato-the-financial-burden-of-the-us
https://www.cnsnews.com/news/article/patrick-goodenough/trump-says-he-told-nato-counterparts-i-will-leave-you-if-you-dont