مركبة كوريوسيتي ترصد كسوفين للشمس من مدارها حول المريخ
يُعدّ الكسوف الشمسي من أمتع المشاهد الفلكية، وهو حدثٌ فلكيّ لا يقتصر على كوكب الأرض، فقد التقطت مركبة كوريوسيتي التابعة لناسا صورًا لقمري المريخ، فوبوس وديموس، عندما عبرا بين الكوكب الأحمر والشمس.
وكما هي الحال على الأرض نحتاج استخدام نظّارات خاصّة للنظر إلى الشمس أثناء مراقبة الكسوف من كوكب المرّيخ، وكذلك مركبة كوريوسيتي أيضًا قد جُهّزت كاميراتها بفلاتر شمسيّة خاصّة ممّا يتيح لها التقاط بعض اللقطات الرائعة للشمس أثناء مرور القمرين الصغيرين أمامها.
التُقِطت المجموعة الأولى من اللقطات في 17 آذار/ مارس من هذا العام حيث قام عبر دييموس أمام الشمس ونظرًا لأنّ هذا القمر صغيرٌ جدًا -يبلغ عرضه 2.3 كم فقط- فهو يبدو مجرّد بقعة سوداء أمام الوجه المشرق لنجمنا الأمّ.
أمّا فوبوس فهو أكبر ويبلغ عرض حوالي 11.5 كم، لكنّه كذلك لا يغطي قرص الشمس بالكامل، وهذا ما يُعرف باسم الكسوف الحلقي، والذي التقطت صورًا له كوريوسيتي في 26 آذار/ مارس.
ولوحظ أنّ مرور فوبوس جعل السماء أعتم قليلًا من المعتاد لأنّه حجب بعضًا من نور الشمس.
هذه ليست المرة الأولى التي ترصد فيها مركبة كوريوسيتي الكسوف هناك، ولكن كلّما زاد عدد مرات حدوث الكسوف أثناء مهمّتها، زاد قدرة علماء ناسا على فهم مداري لفوبوس وديموس بدقّة أكبر.
يقول مارك ليمون الباحث المشارك في برنامج Curiosity’s Mastcam: “تساعد المزيد من المشاهدَات بمرور الوقت في تحديد تفاصيل كلّ مدار” وأضاف “هذه المدارات تتغيّر باستمرار بتأثير من جاذبيّة المريخ وجاذبيّة كوكب المشتري وحتّى جاذبيّة كلّ قمر للآخر”
قال أيضًا: “كسوف الشمس وشروقها وغروبها وظواهر الطقس كلها تجعل المريخ حقيقيًا بالنسبة للناس، يبدو كعالَم يحبّونه ويختلف عمّا يرونه عادةً، فهو ليس مجرّد فقرة في كتاب.”