المهنة قديمة، لكن الاسم جديد
يمكن أن تقرأ بدلًا من “كتابة المحتوى” عبارة “إنشاء محتوى” أو “تأليف محتوى” وإذا علمنا أنّ هذه العبارات متكافئة فإنّ مهنة كتابة المحتوى ستصبح واضحة، وهي بكلمة واحدة “الكتابة”
لماذا لا نقول “كتابة” وحسب؟
اصطلِح بشكلٍ غير رسميّ على التفريق بين المعنى التقليدي لكلمة “كاتب” والتي تشير إلى كاتب الروايات أو المسلسلات ..الخ، والمعنى الجديد “كاتب محتوى” والذي يشير إلى الكُتّاب الذين ينشئون محتوى مواقع الإنترنت بكلّ أشكالها بدءًا من المدوّنات وصولًا للموسوعات مرورًا بكتابة المنشورات (أو التغريدات) على شبكات التواصل الاجتماعي.
ماذا يكتب “كاتب المحتوى”؟
هنا وككلّ المهن الأخرى، توجد العديد من التخصّصات، وهي بحسب المحتوى المطلوب، فهناك محتوى طبّي، ومحتوى رياضي، ومحتوى تربوي، ومحتوى اقتصادي، ومحتوى علمي ..الخ
من الصعب ومن الخطأ كذلك أن يكتب الكاتب جميع أنواع المحتويات، وبالتالي فمن الجائز أن نقول “كاتب محتوى فني” أو “كاتب محتوى تقني” مثلًا.
هل تُعدّ الترجمة ضمن “إنشاء المحتوى”؟
كلّ كلمة تُكتَب وتُنشر على الشبكة هي نوع من أنواع المحتوى، بما فيها الترجمة، وهنا نعود لموضوع الاختصاصات، والترجمة مهنّة مستقلّة بذاتها، وتتداخل مع الكتابة، فقد يخضع النصّ المترجم إلى عمليّات من إعادة الصياغة أو التلخيص.
كما أنّ إنشاء المحتوى يتطلّب في كثير من الحالات الترجمة لإغناء الموضوع قيد الكتابة أو البحث.
من أين نأتي بالمحتوى؟
عندما يُطلب من الكاتب إنشاء محتوى، فإنّ المحتوى لا يكون عشوائيًا بل يكون وفق مواصفات محدّدة، وكلمة “إنشاء” تعني بكلمات أخرى “اختراع” و “إبداع”، لذلك نقرأ أحيانًا “كتابة محتوى إبداعي” في إشارة لعدم ملاءمة المحتوى المنسوخ.
هذا لا يعني أن نخترع جميع العبارات والمعلومات التي سيتضمّنها المقال، بل يجب الاعتماد على مصادر، وعلى العكس كلّما ازدادت المصادر كمًّا ونوعًا كلّما زادت قوّة المحتوى.
إذن المحتوى يجب كتابته كليًا ولا يجوز نسخه حرفيًا من مصادر أخرى، ولا بأس بالاعتماد على مقالات وأبحاث أو أي نوع من أنواع المحتوى كالأفلام، مع الإشارة إلى المصادر وإن كانت الاقتباسات حرفية تجب الإشارة إليها داخل النصّ وليس في الحواشي.
ما الضرر من نسخ المحتوى؟
أولًا ستفقد المصداقية.
ثانيًا لا حاجة للمحتوى المنسوخ أصلًا لأنّه بإمكان أيّ شخص نسخه ولن يتطلّب ذلك خبيرًا.
ثالثًا في الغالب يكون المحتوى المطلوب بهدف جذب فئة من القرّاء أو العملاء ..الخ وهؤلاء سيصلون على الأرجح عبر محرّكات البحث، وهذه بدورها لن تؤرشف محتوىً منسوخ، بل ستوجّه القارئ إلى المحتوى الأصلي.
ما هي أنواع المحتوى؟
بالإضافة لما ذكرناه أعلاه من أنواع المحتوى حسب الموضوع الذي يتكلّم فيه، كالطبي والرياضي وغيره، لدينا تصنيف حسب طريقة استخدام المحتوى، مثلًا محتوى تقني لموقع أخباري، ومحتوى تقني لقناة يوتيوب، ومحتوى تقني لبودكاست، ومحتوى تقني لإنفوغرافيك، جميعها محتوى تقني، لكن سيختلف الشكل الذي يُقدّم به هذا المحتوى، مثلًا البودكاست يجب أن يتحاشى الرسوم التوضيحيّة وتحويل أي مخطّط أو صورة إلى صياغة صوتية مناسبة لا تغفل أي جزء من المعلومة، على عكس محتوى الفيديو الذي يعتمد بشكل رئيسي على الصور، بينما محتوى الانفوغراف يجب أن يركّز على الأرقام وأن يحوّل البيانات مهما كان شكلها إلى بيانات عددية
أخيرًا، نصائح لا بدّ منها..
1- لا تنسخ، لا تنسخ، لا تنسخ.
2- اقتبس مع ذكر المصادر
3- نوّع المصادر قدر الإمكان.
4- كن دقيقًا خاصّة في المواضيع العلمية
5- تجنّب الوقوع في فخ الآراء الشخصيّة، فآراؤك الشخصية يمكنك كتابتها في مدونتك أو مقالات الرأي.
6- أوصيك بالعناوين خيرًا فمهما كان الموضوع قويًا إنْ لم يكن يحوي عنوانًا جاذبًا لن يفتحه أحد.
7- تعلّم الإملاء والنحو بشكلٍ جيّد.