تنويه: هذا المقال ساخر
استدعى خليفة الزمان سليمان بن عبد الملك عامله موسى بن نصير وغلامه طارق بن زياد إلى عاصمة الخلافة مركز الكرة الأرضية مدينة دمشق الأموية للتحقيق معهما حول واقعة حرق سفن المسلمين قُبَيل فتح الأندلس.
وقد مَثَل المتهَمَان أمام جلالته مطأطئي الرأس لهولِ ما اقترفت أيديهما، وقال الخليفة لهما بنبرةٍ يملؤها الحزم “كيف تجرؤان على إهدار مال المسلمين بهذه الطريقة من أجل الظفر بمجدٍ شخصيّ، والله… لو أنّكما اختلستما قناطير مقنطرة من الذهب لم أكن لأتّهمكما بالخيانة، لكن السعي لمجدٍ شخصيّ يرفعكما فوق أسيادكما بني أميّة، فهذا ذنبٌ لا يُغتفر”
وعندما حاول طارق بن زياد إنكار التهمة مدّعيًًا بأنّ قصّة حرق السفن لم تحصل وأنّ من روّج لها هم الإسبان المنهزمون، فاجأه الخليفة بالقول “أتظنّ أنّنا نتّهم رعايانا دون أدلّةٍ دامغة، هاك تقريرٌ لأحد جواسيسنا الذين يملؤون الأرض يذكر فيه كلّ تفاصيل مؤامراتكما، أمْ أنّك لا تتقن العربيّة كي تقرأه، أيّها البربريّ محدث النعمة!”
وبعد أنْ أصدر الخليفة قراره بتجريد المتّهمَين من منصبيهما وتغريمهما بدفع ثمن السفن المحترقة، علا نحيبهما وتوسّلا له بأنّهما لا يملكان النقود اللازمة، لكنّ لم يرفّ جفنٌ للخليفة وقال يمكن لي أنْ أسامحكما بحقّي لكن لا يمكنني مسامحتكما بحقوق المسلمين، اذهبا واجمعا النقود من على أبواب المساجد أو بيعا نفسيكما في سوق النخاسة لا يهمّني سوى عودة الأموال لبيت المال.
وقد شوهد كلّ من موسى بن نصير وطارق بن زياد يتسوّلان حتّى آخر عمريهما.