الجينات فينيقية و الولادة عربية و الإنجازات غربية
القصّة هي أنّ البعض يعتقد أنّ الفينيقيين عرقٌ لا مثيل له على وجه الأرض، حيث أنّ الفينيقيين قدّموا للبشريّة أعظم اختراع حسب كثير من العلماء و هو (الأبجديّة) التي تعتمد على مخارج الحروف، و منها اشتقت الأبجديّات العربيّة و اللاتينيّة. لكن هل يكفي هذا الاختراع لأن يكونوا الأفضل، سيّما و أنّ الاختراع بكلّ تأكيد قد حصل من جهة شخص واحد أو مجموعة صغيرة تنتمي لهذا الشعب، يقول المؤمنون بهذا الاعتقاد إنّ هذا ليس السبب الوحيد، بل إنّ هذا الشعب قدّم الكثير من أسس الحضارة و بنوا المدن على طول سواحل البحر المتوسّط و أضحى البحر المتوسّط بحيرة فينيقية بامتياز.
و يأتون بدراسة عميقة أجراها الدكتور “بيار زلوعة” لصالح مجلة ناشيونال جيوغرافيك حيث كان يعدّ بحثاً حول الهجرات البشريّة عبر التاريخ، أكّدت الدراسة أنّ الفينيقيين يتميّزون بجينات أطلق عليها العلماء اسم (J2) بحثنا في كلّ ما قاله الدكتور زلوعة في هذا الشأن و لم نجد أنّه صرّح بتفوّق هذه الجينة بل فقط قال إنّها مميّزة عن غيرها و هي موجودة حتى الآن و يتوارثها سكان سوريا الكبرى و تونس و مالطا بشكل خاص.
يريد هؤلاء أن يصلوا إلى النقطة المهمّة التالية: إنّ سبب الحروب في هذه المنطقة ليس ثرواتها و موقعها فحسب بل الثروة الأعظم و هي ( الجينة الفينيقية) يريد الأوربيون و الغرب بشكل عام أن يحصلوا على هذه الجينة و ذلك بتهجير من يحملها لعندهم، و حيث أنّ أغلب المهاجرين سيكونون من الشباب الذكور و التميّز الذي تكلّم عنه الدكتور زلوعة يكمن في الصبغي Y الذي يحمله الرجال فقط، فهم يتطلعون لأن يزرع هؤلاء الفينيقيون المهاجرون جيناتهم في أرحام نساء الغرب لينجبوا جيلاً جديداً من الفينيقيين يسيطر على العالم كما فعل أجدادهم.
و آخر ما يستشهدون به هو “انظر كم من العلماء ولدوا هنا أي في الأراضي العربيّة و ذهبوا إلى الغرب لينجزوا طبّاً و فيزياء و كيمياء و جوائز نوبل …”