بفضل من الله والسلطان المعظّم أنجز ابن بطوطة رحلته وعاد سالمًا إلى الوطن
تنويه: هذا المقال ساخر
وصل صباح يوم الأربعاء لِخَمْسٍ خلَت من شهر رجب سنة 756 للهجرة أمير الرحّالة المسلمين محمد بن عبد الله الطنجي الملقّب بابن بطوطة بعد رحلةٍ استمرّت واحدًا وثلاثين عامًا طاف خلالها كلّ أرضٍ وصلتْ إليها سفارات سلطاننا المعظّم أبي العنان المريني.
وكان ابن بطوطة حفظه الله قد استعان على مشقّة السفر من بعد الله العليّ القدير بكرم السلطان ورعايته حيث تدرّب الرحّالة الكبير على مديح السلاطين والأمراء والملوك في قصر سلطاننا المعظّم، فكانت قدرته على مدح الملوك خير زادٍ يتزوّد به في تلك الأسفار العظيمة.
وصل ابن بطوطة إلى بلاد الصين والهند مستعينًا بقوافل الحجيج التي تخترق البلدان دون الحاجة لدفع الأتاوات لحكام المسلمين تارةً، ومعتمدًا على فصاحته وطلاقة لسانه بعدّة لغاتٍ تعلّمها من خلال احتكاكه بالأجانب الذين يجوبون البلاد طولًا وعرضًا دون اعتراضٍ من عسسٍ أو شرطة تارةً أخرى.
حينما وصل ابن بطوطة إلى الهند أوصل سلام السلطان المعظّم لأمير تلك البلاد وسلّمه رسالة توصية فتحت له طريق الثراء والمجد فعمل ابن بطوطة في خدمة الأمير بالترجمة حينًا وبمدحه بأجمل القصائد التي مدح بها السلطان سابقًا لأنّ الأمير لم يكن يفهمها بكلّ الأحوال.
غادر ابن بطوطة الهند متجّهًا لبلاد الروم مرورًا بأرض التتار وكلّ ذلك على نفقته الخاصّة بفضل الأموال التي جناها من العمل في الهند حيث لم تُقطَع منه ضرائب ولم يدفع رسومًا لعبور حدود تلك الممالك.
لم يهدر ابن بطوطة أمواله في استئجار غرفةٍ في خان فقد كان ينزل على الملوك والأمراء إنْ لم يكن قد تزوّج امرأةً من أهل تلك البلاد وسكن في منزلها قبل أنْ يطلّقها عندما يحين موعد سفره التالي، وكان جوّ التسامح والإخاء يتيح له الزواج والطلاق من نساءٍ ينتمين لغير مذهبه دون حرجٍ أو خوف، ولم تكن تخشى النساء لومة لائمٍ إنْ انفصلت عن زوجها فالخُطّاب كُثُرٌ والأسفار كثيرةً والأموال وفيرة والمهور ليست بعسيرة.
ورغم كلّ المتعة والتسلية التي حظي بها أمير الرحّالة إلا أنّه آثر العودة إلى ربوع الوطن الذي يفخر بحمل اسمه كي يعيش في كنف السلطان المعظّم ويخصّه هو وحده بالمديح وبرواية غرائب ما شاهد وسمع في رحلته حول العالم.
أملاه ابن بطوطة على محمد الكلبي سنة 756 هجرية